تضمن هذا البحث موضوع: "تدبُّر أذكار القرآن الكريم وأثر العمل بها في حياةِ القلوب والأبدان"، وهو يهدف إلى دراسة الأذكار من القرآن الكريم ومن السنة النبوية، ويُعنى بتدبر معانيها والعمل بها، وكذا الأثر المترتب عليها في إحياء القلوب والأبدان، فهذا الوحي الـمُنزل لهو العافية والشفاء لكل داء، وذلك أن تأثيرها قويٌ لصحة العبد من أمراضه وعلَلِه، ولهذا ينبغي على الناس أن يُحسِنوا الإستشفاء به. ومن أهداف هذا البحث الوصول إلى حقيقة تدبر الأذكار، ومُحاولة كشف الأدوية، وبيان أثرها في شفاء أمراض القلوب والأبدان. وقد اعتمد الباحث في هذه الدراسة على المنهج الاستقرائي الوصفي في تتبع الآيات القُرآنية المتعلقة بالآذكار وكذا الأحاديث النبوية الصحيحة، ثم تَنزيلها بالفهم الصحيح على ما ناسبها من أدواء. وكما سلك الباحث المنهج التحليلي في دراسة ماهية التدبر، ومعرفة طُرقه وأساليبه الـمُوصلة إلى فهم أعمق لها، وعمل أكثر بمُقتضاها، وانتفاع أكبر من بركتها، وهذا من خلال تتبع أقوال العلماء والباحثين في تفاسيرهم ومؤلفاتهم، بُغيةَ علاج ضعف التدبر وضعف تأثير القرآن على القلوب والأبدان. ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث، أن التدبر لآيات القرآن الكريم وأذكار السنة النبوية يكون بفهم ما يُتلى من الآيات والذكر، مع حضور القلب وخشوع الجوارح وإخلاص ما يلزم من العمل، فتنحلُّ مشاكل العبد وعُقده وأمراضه، ويزيد إيمانه ويقينه. ولهذه الفائدة الكبيرة للأذكار يقترحُ البحث العمل على إعادة النظر في كيفية استغلال هذا الدواء الرباني لتنزيله على الأدواء، ويَنصح كذلك بتناول هذه الأذكار من منظور تدبري، فهي ذات فعالية كبيرة في التداوي من الأمراض الحسية والمعنوية، فهذا الذكر يحتاج إلى تفعيل الفهم عند قراءته ومعرفة المراد منه، ومن ثم التقرب إلى الله بما يُناسبُ حالة الذكر إما: دعاءً أو استغفارًا أو تسبيحًا وغيره، فهو سرُّ كشف الكروب والعلل، وكل ما يعرض للإنسان من أمراض ظاهرة وباطنة
