المجتمع المسلم مجتمع مترابط متماسك، لا تؤثر فيه الشائعات ولا ينتابه من القلاقل ما يبعث على الخوف والحزن بين عباد الله، لأن المرجعية فيه هي لرسول الله المرشد القائد القدوة صلوات الله وسلامه عليه، ومن بعده لأولي الأمر الذين يستنبطون من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحقّقون به المصلحة العامة للمجتمع المسلم. ولقد أرشد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين إلى هذا الأمر الذي هو في غاية الأهمية، فقال جل شأنه : وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم النساء آية 83. آية عظيمة جليلة، فيها من الإرشاد، وفيها من البلاغ والموعظة لعباد الله المؤمنين ما نحن بأمس الحاجة إليه، خاصة في أيامنا هذه التي اتّسعت فيها دائرة الإعلام وكثرت وسائله وانتشرت بين العامة والخاصة، فكثر القيل والقال، وفشت الأخبار سقيمها وصحيحها، وباتت العواطف هي الحكم والمرجع، وابتعد الناس عن هدي القرآن الكريم في تلقّي الأخبار وتمحيصها. وقد بينت من خلال البحث أن ضوابط تلقي الأخبار التي يجب اعتمادها هي التالية: ١- البعد عن تتبع الإشاعات وبث القلاقل ٢- التثبت من الأخبار قبل نقلها ومراجعة أهل الرأي والمشورة قبل النقل ٣- البعد عن الظن السيء بالآخرين وعدم البناء عليه في الحكم عليهم ٤- أمانة النقل في الأخبار وتأديتها كما تُلُقيت من دون تصرف ٥- مراعاة الحكمة وواقع الحال في كيفية النقل لمعرفة ما يحسن نقله وما لا يحسن