الملخص
ظلت الشعوب على مدار التاريخ الإنساني عرضة لأنواع متعددة من التضليل الإعلامي، تمارسه فئات
مختلفة، بدرجات متفاوتة، ولأغراض متنوعة، تصب جميعها في اتجاه واحد يتمثل في تشويه الحقائق،
واختلاق الأكاذيب، وبتر المعلومات وتقديمها للناس بصورة مموٍّهة، وبشكل مبتور. "التضليل الإعلامي"
أو "الدعاية" أو "الإشاعة" أو "التلاعب بالعقول"، كلها مفردات تع ا ج بها الساحة الإعلامية والسياسية
بشكل خاص، والساحة الثقافية بشكل عام، سيما في عصرنا الذي اختصرت فيه المسافات بين
الشعوب والثقافات، وأصبحت الأخبار والأفكار والأيديولوجيات تغزو الناس في عقر دارهم رغم أنوفهم
مستخدمة وسائل الإعلام المقروءة والمكتوبة والمسموعة والمرئية. يتعرض هذا البحث للتضليل الإعلامي
التي تمارسه النخب السياسية من منظور قرآني إعلامي. تبدأ الدراسة بتعريفات مفتاحية ل "التضليل –
الإعلامي" و "النخب السياسية " ثم تقدم عرضا شاملا دون تفصيل ممل أو اختصار مخل – –
للدعايات السياسية والشائعات ومخاطرها على المستوى الفردي والمجتمعي، وسبل مواجهتها كما يعرضها
القرآن الكريم وعلم الإعلام المعاصر. كما تتعرض الدراسة للعلاقة بين الإشاعة من جهة، والتضليل
الإعلامي والدعاية السياسية من جهة أخرى، وذلك في إطار منظومة القيم المجتمعية التي ينشدها
الإسلام ويحث أتباعه على تحريها وامتثالها في كل مناحي الحياة، وفي إطار أخلاقيات القرآن للتعامل مع
هذا النوع من الحرب النفسية الممنهجة. للوصول إلى النتائج التي ينشد الباحث تحقيقها، سيتم في هذا
البحث استخدام المنهجين التحليلي والتاريخي الاستردادي، وربما استعان الباحث بالمنهج المقارن