thesis

بنية الخطاب السردي في المغاري للواقدي "فتوح الشام " و "فتوح إفريقية"

Abstract

تناول البحث بنية الخطاب السردي في أحد أهم مكونات السرد الشعبي العربي" المغازي " ، و يتعلق الأمر هنا بـ " فتوح الشام " و " فتوح إفريقية " لمحمد بن عمر الواقدي . و هذه الدراسة من شأنها أن تسمح للقارئ برؤية العناصر المكونة للنصوص محل البحث ، خاصة و أنّها تؤكد خصوصية الموروث العربي الثقافي و الإبداعي سواء الشفاهي أو الكتابي . كما إنّها تشكل متونا حكائية قائمة في ذاتها ، تتناول وقائع الفتوحات الإسلامية ، و بطولات الفاتحين . و قد اخترقت هذه النصوص الجوانب الواقعية المحكي عنها ، و انطلقت من مصدرها التاريخي إلى عالم الملاحم المبني على الخوارق و العجائبية ، تحفوها ملامح أسطورية سواء على مستوى الحدث ، أو الشخصية ، أو الزمان ، أو المكان . جاء البحث في مقدمة ، و مدخل ، و أربعة فصول ، و خاتمة . تَضَمَّن المدخل تعريفا بالمغازي و وصفا للكتاب بجزأيه " فتوح الشام " و " فتوح إفريقية " ، من خلال رصد المحتوى بالتركيز على العناصر الهامة فيه ، مع كشف بعض العيوب المنهجية في كتابته . و خُصِص الفصل الأول للراوي في المغازي ، حيث تمّ التطرق لعدد من القضايا التي تتعلق به كمؤطر لكل هذا الكتاب ، كتعداد وظائفه ، و تعدده ، و صفة الشفاهية في المغازي التي ترتبط به ، إلى جانب مسألة المؤلف فيها . أمّا الفصل الثاني فيتعلق بالشخصية و أنواعها في المغازي ، حيث تمّ تقسيمها إلى : مرجعية ، و خيالية ، و عجائبية ، حيث أعان هذا التقسيم على كشف الأبعاد الدلالية لكل نوع من هذه الأنواع . و تناول الفصل الثالث البنية الزمانية و المكانية في المغازي ، حيث تمّ تتبع تفرعات كل عنصر بنائي منهما ، مع الإشارة إلى ما تنطوي عليه من أبعاد و دلالات . في حين خُصِّصِ الفصل الرابع للتفاعلات الخطابية في المغازي ، و هذا لِمَا لهذه الخطابات القائمة و المتفاعلة في بنية هذه النصوص ، من دور في إثراء التعدد و التنوع على مستوى الرواة ، و الأزمنة ، و الأمكنة ، و الشخصية . و بطبيعة الحال ضمّ البحث خاتمة تضمّنت أهم ما تمّ التوصل إليه من نتائج لعل أهمها يتعلق بأدبية نصوص المغازي التي تتأتى من خلال طرق بنائها و صيغ السرد و أساليب القول فيها ، التي لا تنفصل عن الإحالات المرجعية التي تبرز بقوة لارتباطها الكبير بالتاريخ ، بل أيضا ترتبط بمبدع هذه النصوص ، حيث تتكشف الرؤى و الانفعالات و بواعث الكتابة ، إلى جانب التفاعل مع المجتمع الذي ينتمي إليه خاصة تأثير الجانب الفكري و الثقافي منه ، فضلا عن تقليد الكتابة التي تتحكم في كيفية بناء النص . ثُمَّ إنّ المغازي و إن تمّ تصنيفها ضمن التاريخ و نسبتها للواقدي ، فإنّ إعادة إنتاج ما فيها من وقائع و أحداث تاريخية لغويا ، أي بالتداول بين الراوي و المتلقي ( المستمع / القارئ ) ، يختلف عمّا يمكن مطالعته في كتب التاريخ التي تؤرخ لهذه الفتوحات ( المرحلة / التاريخية ) . و يمكن أن نسْتَصْفِي من المغازي مؤلفا أَنْتَج أخبارا ، و نَقَلَها بأجزائها ضِمْن نص ( قصصي ) مُنْفتح على نصوص أخرى ، ساهمت في تنوعه و تحْمِيلهِ قِيَمًا و رُؤى مقصودة ، فهو ليس بمُصَنِف تاريخ ، و لا هو مُبْدِع أخبا

    Similar works