إنكار النفس عند الملامتية

Abstract

في كل زمان نجد أناس يبالغون في ملامة أنفسهم على الصغيرة قبل الكبيرة عن غير وعي وبدون إرادة وهذا راجع لمعتقداتهم الدينية وتكوينهم النفسي والاجتماعي، هؤلاء يدخلون في عداد المرضى النفسيين، غير أنَّ ما يثير العجب وجود جماعة من الناس في حقبة معينة تعود إلى منتصف القرن الثالث عشر الهجري قد امتهنوا ذلك عن إرادة وتصميم منطلقين من احتقارهم للنفس الإنسانية باعتبارها مصدر الشرور ومكمن الخديعة لا يصدر عنها إلا الخبيث، ولا تنطوي إلا على الدنيء، قد سموا أنفسهم بالملامتية والتي تربطهم علاقة وثيقة بالفتوّة هؤلاء الفتيان الزهاد (الشباب المؤمن)، فقد أخذوا من التصوف اسمه فنسبوا إليه واشتركوا مع الصوفية بأحد أركانها وهو محاربة النفس غير أنهم افترقوا عنهم في جعلهم إنكار النفس بقصد إصلاحها غايتهم وهدفهم الرئيسي فلا فناء يعنيهم ولا وصال ولا اتحاد يسعون إليه

    Similar works