المخيال الشعبي في صروح محمد غني حكمت النحتية

إن التحدث عن أهمية المخيال في الأعمال النحتية له دوراً في تشكيل الذاكرة الجمعية وتحريكها سواء كان مخيالاً فنياً أو اجتماعياً أو دينياً أو تاريخياً؛ لأنه يوثق الموروث الثقافي لأي بلد من خلال البنية الهيكيلية للشكل النحتي، ودلالاته ورموزه التي تعتبر صورة جمالية فعالة في بلورة المفاهيم والمضامين الفكرية المختلفة. لذا هدفت الدراسة معرفة توظيف المخيال الشعبي في الأعمال الفنية للنحات (محمد غني حكمت)، وأيضاً الكشف عن الميزات الفنية والجمالية للتراث الشعبي وانعكاسه على اسلوبه الفني، إذ قام الباحثون باستخدام المنهج الوصفي التحليلي، لمناسبته طبيعة البحث، وذلك بوصف وتحليل الأعمال النحتية من حيث دلالاتها ومفرداتها، ومرجعيات العمل الفني، وفي ظل ما سبق توصل الباحثون إلى مجموعة من النتائج أهمها: قدرة الفنان من خلال الدلالات والرموز المستوحاة من المخيال الشعبي من أن يعيد للأذهان الحكايات والاساطير التراثية كخطاب جمعي متداول، وأيضاً تعكس أعمال الفنان الواعي لموروثه الحضاري مدى قدرته على السرد التلقائي لقصص المخيال الشعبي الجمعي من خلال تطويع الخامة بأسلوب فني تعبيري أصيل ومعاصر، كما أن ظهرت صروح (محمدغني حكمت) النحتية بشكل متوازن من خلال الكتلة ذات الإيقاع المنتظم، مما أعطى البنية التكوينية قيمة تعبيرية متناغمة مع الفضاء، وباتت بعلاقة واضحة معه