أصول الدعوة ومناهجها : دراسة تأصيلية تحليلية

Abstract

‏الحمد لله رب العالمين، حمدًا يوافي نِعَمَهُ ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وخاتم النبيين، ورحمة الله للعالمين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن سار على دَربِهِ إلى يوم الدين. وبعد، فإنَّ للدعوة إلى الله تعالى معالمَ وأصولَ يجبُ على العلماء العاملين إبرازها، ومناهج يحسن الاستفادة منها، وتاريخ ينبغي شرحه والاستفادة منه، والوقوف على ما فيه من عِبرٍ وعظات، وهو ما تقصد إليه هذه الصفحات المستخلصة من مجموعة كتب متخصصة في أصول الدعوة وتاريخها. ‏هذا، وإذا كان مفهوم الدعوه الإسلامية يعني: نفلت الأمه من محيط الجهل والكفر والضلال، إلى محيط الهداية والإيمان والرشاد، ومن حال سيء إلى حال حسن، ومن حال حسن إلى ما هو أحسن منه . وكذا الحال بالنسبة للمدعو . وطلب تغيير الواقع الحياتى للناس بالقول والفعل، ليكون موافقا للشريعة في جميع نواحي الحياة فإن هذه الصفحات تضمن موضوعات دعوية ‏تخصصية غاية في الأهمية لطلاب المرحلة الجامعية عامة، ولطلاب وطالبات برنامج الدعوة والإعلام بصفه خاصة ليبلغوا عن الله شرعه، وعن نبيه صلى الله عليه وسلم سنته وهديه، حتى يكون الجميع على بصيره وبينة بما يدعون إليه، وبالمنهج الذي يحملونه ليقوموا بتبليغه على خير وجه كما وضَّحت هذه الصفحات تاريخ الدعوة إلى الله تعالى، مع ذكر نموذج من دعوة الرسل السابقين ـ نوح عليه السلام ـ وبيَّنت أصول الدعوة الإسلامية ـ الرسالة الخاتمة ـ والمتمثلة في: موضوع الدعوة ـ وهو الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا- ومناهجها التي تخاطب العقل والوجدان والحواس، والداعية الذي يقوم بعملية التبليغ والتعليم والسعي إلى التطبيق العملي للإسلام، وبيان صفاته، وكيفية إعداده وتأهيله ليقوم بواجب الدعوة إلى الله على خير وجه، والمدعو وصفاته التي يجب عليه التَّخلق بها وأنواع المدعوين، وما لهم من حقوق، وما عليهم من واجبات، وكيفية دعوة كل صنف منهم، ثم الوسائل والأساليب الدعوية، وهي الطرق والقنوات التي تصل من خلالها موضوعات الدعوة إلى المدعوين. وكل الطرق والأسباب التي من شأنها أن تجعل الدعوة متحقق في الحياة سواء كانت أسبابًا شرعيةً أمر الله بها أو ندب إليها في الكتاب والسنة ، أو كونية دلَّ الشرع على إباحتها وجعلها الله كونًا وقَدرا تقتضي مسبباتها التي تكون في هذه الحال هدفا من أهداف الدعوة. هذه العناصر التي لا تقوم الدعوة إلا بها، ولا يتحقق النجاح إلا بتسديدها، فكلما كان الصواب والنجاح فيها، كانت النتائج أعظم فائدة، وأطيب ثمارا، وسنفرد لكل عنصر منها فصلاً كاملاً ـ إن شاء الله تعالى. ووضحت هذه الصفحات ـ كذلك ـ بعض المشكلات المتعلقة بأركان الدعوة، وبينت أسبابها، والحلول المقترحة التي يمكن أن تُسهَم في ِعالجها. و ُختِمْت بذكر بعض النماذج الدعوية المعاصرة والتي كان لها الأثر الفاعل في مجال الدعوة الإسلامية في القارة الأفريقية ، والقارة الآسيوية. والأمل في الله قائم أن تُؤتي هذه الصفحاُت أُكلَها، وتثمر بإذن ربها النفع والفائدة لطلابنا وطالباتنا، والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل